خطبة الجمعة القادمة 28 أغسطس 2020م : الأمل حياة ، للشيخ عبد الناصر بليح
خطبة الجمعة القادمة 28 أغسطس 2020م : الأمل حيــاة ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 9 من محرم 1442هـ – 28 أغسطس 2020م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأمل حيــاة:
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأمل حيــاة، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأمل حيــاة ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأمل حيــاة : كما يلي:
عناصر خطبة الجمعة القادمة للشيخ عبد الناصر بليح : الأمل حيــاة :
#الأمل حيــاة
ــــــــــــــــــــــ
# الثِّقَةُ بِاللهِ أَزَكَّى أَمَلٌ،وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ أَوَفَى عَمَلٌ “
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الحمد لله رب العالمين إن الحمد لله نحمده سبحانه وتعالي ونستعينه ونستهديه.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قديروأشهد أن سيدنا محمدًا أمرنا بالتيسيروالتبشير،فقال:”يسِّروا ولا تعسِّروا،وبشِّرواولا تنفِّروا”.اللهم صلاةوسلاماعلىك ياسيدي رسول الله أما بعد
فيقول الله تعالي:”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”(الزمر: 53).
عباد الله :”هذه أرجي آية في كتاب الله كما روي عن عدد من الصحابة منهم عليّ، وابن مسعود،وابن عمرَ، وغيرِهم..وقيل أرجي أية:”وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّـهِ فَضْلًا كَبِيرًا”(الأحزاب:47)كما روي عن أبي بن كعب..
ونحن أيها الأحباب في هذه الأيام في مسيس الحاجة إلى أن نعيش الحياة وكلنا أملٌ ورجاء في الله عز وجل؛ حتى نوفَّق للعمل من أجل مرضاة الله تعالى.
لَقدْ جعلَ اللهُ – تعالَى- الحياةَ الدنيا كثيرةَ التقلُّبِ لا تستقيمُ لأَحدٍ علَى حالٍ ولا تَصْفُو لمخلوقٍ مِنَ الكَدَرِ، فَفِيها خيرٌ وشرٌّ، وصلاحٌ وفسادٌ، وسُرورٌ وحُزْنٌ، وأملٌ ويأْسٌ، ويأتِي الأملُ والتفاؤلُ كشُعاعَيْنِ يُضِيئانِ دياجِيرَ الظلامِ، ويشقَّانِ دُروبَ الحياةِ للأنامِ، ويَبْعَثان في النَّفْسِ البشريَّةِ الجِدَّ والمثُابَرةَ، ويلقِّنانِها الجَلَدَ والمصُابَرَةَ، فإنَّ الذي يُغْرِي التاجرَ بالأسفارِ والمخاطرةِ: أَمَلُهُ في الأرباحِ، والذي يَبْعثُ الطالبَ إلى الجدِّ والمثُابرةِ: أملُهُ في النجاحِ، والذي يحفِّزُ الجنديَّ إلى الاستبسالِ في أرضِ المعركةِ أملُهُ في النصرِ، والذي يُحبِّبُ إلى المريضِ الدواءَ المُرَّ:أملُهُ في الشِّفاءِ والطُّهْرِ، والذي يدعو المؤمنَ أنْ يُخالِفَ هَواهُ ويُطيعَ مَوْلاهُ: أملُه في الفوزِ بجنَّتِهِ ورِضاهُ، فهوَ يُلاقِي شدائِدَها بقلبٍ مُطْمَئِنٍ، ووجْهٍ مُسْتبشرٍ، وثَغْرٍ باسمٍ، وأمَلٍ عَريضٍ، فإذا حارَبَ كانَ واثِقًا بالنصرِ، وإذا أعْسَرَ لم يَنقطِعْ أملُهُ في تبدُّلِ العُسْرِ إلى يُسْرٍ، وإذا اقترفَ ذنبًا لم يَيْئَسْ مِنْ رحمةِ اللهِ ومغفرَتِهِ تَعلُّقًا وأملًا بقولِ اللهِ تعالىَ:”قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ “(الزمر: 53).
#فالأمل إذًاً هو إكسير الحياة، ودافع نشاطها، ومُخفف وَيْلاتها، وباعث البهجة والسرور فيها. بل هو من أهمّ العناصر في الحياة؛ فهو يبعث الفرح والطمأنينة، يُحفّزنا على الصمود والمثابرة وعدم الاستسلام، يُبعدنا عن الكسل والكآبة والإحباط، فليس هناك أجمل من كلمات تبعث الأمل في نفوسنا، وتزيد حياتنا روعةً وجمالاً،فالأمل هي تلك النافذة الصغيرة، التي مهما صغر حجمها، إلا أنها تفتح أفاقاً واسعة في الحياة. إذا فقدت مالك فقد ضاع منك شيء له قيمة، وإذا فقدت شرفك فقد ضاع منك شيء لا يقدر بقيمة، وإذا فقدت الأمل فقد ضاع منك كل شيء. الآمال العظيمة تَصنع الأشخاص العظماء.
لولا الأمل في الغد لما عاش المظلوم حتى اليوم فأحياناً يغلق الله سبحانه وتعالى أمامنا باباً لكي يفتح لنا باباً آخر أفضل منه، ولكن معظم الناس يضيع تركيزهم ووقتهم وطاقتهم في النظر إلى الباب الذي أُغلق، بدلاً من باب الأمل الذي انفتح أمامهم على مصراعيه. يُصبح الإنسان عجوزاً حين تَحِّل الأعذار محل الأمل.
لذك حرم ديننا اليأس وندد باليائسين: واعتبراليأس قرين الكفر:”وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ”(يوسف/87). وندَّد بالقنوط واعتبره قرين الضلال،فقال:”وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّاالضَّالُّونَ”(الحجر: 56).
ولقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على الذين ينفِّرون الناس، ويضعون الناس في موقع الدونية والهزيمة النفسية، فقال صلى الله عليه وسلم:”إذا قال الرجل: هلَك الناس،فهوأهلكهم”.(مسلم).
#الهجرة والأمل
ــــــــــــــــــــــــــــــ
عباد الله:”وفي أحلك الظروف كان الرسول يتشبث بالأمل والرجاء ففي الهجرة من مكة ونحن في شهر هجرة النبي صلي الله عليه وسلم ..والنبي خارج من بلده خروج الكاره المضطهد المضطر كان متشبثاً بالأمل فنجده يغيِّر الطريق، ويأوي إلى الغار، ويسير بالليل، ويختفي بالنهار، وانظر إليه حينما يلجأ إلى غار ثور في هجرته مع صاحبه الصديق، ويقتفي المشركون آثار قدميه، ويقول قائفهم: لم يتعد محمد هذا الموضع، فإما أن يكون قد صعد إلى السماء من هنا، وإما أن يكون قد هبط إلى الأرض من هنا”ويشتد خوف الصديق على صاحب الدعوة وخاتم النبيين، فيبكي ويقول: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فيقول له النبي:”ما ظنك باثنين الله ثالثهما لاتحزن إن الله معنا”،وكانت العاقبة ما ذكره القرآن:”إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”(التوبة/40).وماهي إلاسنوات قلائل ويعود الرسول إلي مكة فاتحاً ظافراً منتصراً..
#وهكذا كل الأنبياء تشبثوا بالأمل:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فهَذاخليل الله إبراهيمُ عليهِ السلامُ، قَدْ صارَ شَيْخًا كبيرًا ولَمْ يُرْزَقْ بَعْدُ بِوَلَدٍ، فيدفَعُهُ حُسْنُ ظَنِّهِ بربِّهِ أنْ يَدْعُوَهُ: “رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ”(الصافات/10).،فاستجابَ له ربُّهُ ووَهَبَ لهُ إسماعيلَ وإسحاقَ عليهما السلامُ.
وموسى حين يسري بقومه لينجو بهم من فرعون وجنوده، فيعلمون بسراه، ويحشدون الحشودليدركوه:”فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ”(الشعراء:60، 61).وأي إدراك أكثر من هذا؟ البحر من أمامهم والعدو من ورائهم! بيد أن موسى لم يفزع ولم يَيْئَس، بل قال:”كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ”(الشعراء: 62).
ونبيُّ اللهِ يعقوبُ فَقَدَ ابنَهُ يوسفَ- ثُمَّ أخاه، ولكنَّه لم يتسرَّبْ إلى قلبِهِ اليأسُ ولا سَرَى في عُروقِهِ القُنوطُ، بَلْ أمَّلَ ورَجا،قالَ:”فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ”(يوسف: 83).
وهذا نبي الله زكريا:”ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا إِذْ نَادَى رَبَّهُ نِدَاءً خَفِيًّا قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا”(مريم: 2 – 6).
فاستجابت له السماء:”يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا”(مريم: 7).
وأيوبُ عليهِ السلامُ ابتلاهُ ربُّه بِذَهابِ المالِ والوَلَدِ والعافِيَةِ،ثُمَّ ماذا؟ قالَ اللهُ تعالىَ:”وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَابِهِ مِنْ ضُرٍّوَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ”(الأنبياء: 83، 84).
ويونس قد ابتلعه الحوت:”فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ”(الأنبياء/ 87، 88).عباد الله أقول ماسمعتم واستغفر الله لي ولكم..
#الخطبة الثانية :”الحمد لله والصلاة السلام علي رسول الله ..أما بعد
#الأمل وعاشوراء
ــــــــــــــــــــــ
فغداً يوم عاشوراء وهو يوم الأمل الذي انتظره نبي الله موسي ومن معه وأهلك الله فرعون وجنوده الظالمين فهو يوم لنجاة المكلومين والمظلومين يوم يذكرنا بأنّ الله أكرم فيه خيرة أنبيائه. .(شرح الزرقاني).
يوم يدلّ على التعظيم والمبالغة إذ إنّ له شأن عظيم؛ فعن عائشة -رضي الله عنها-:”كانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ في الجَاهِلِيَّةِ، وكانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَصُومُهُ، فَلَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ صَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ تَرَكَ يَومَ عَاشُورَاءَ، فمَن شَاءَ صَامَهُ، ومَن شَاءَ تَرَكَهُ”(البخاري).
لم يقل الرسول يومها: ما شأننا وشأن اليهود، وما لنا بموسى ونجاته وفرعون وغرقه، وهذه أمم خلت من قبل، وهذا نصر لنبى آخر وأمة غير أمتنا
وقال فيه الرسول صلي الله عليه وسلم:” صِيَامُ يَومِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ”(مسلم).
#الأمل وكورونا:”
ـــــــــــــــــــــ
عباد الله :” والأمل مطلوب في أحلك الظروف حتي في زمن الوباء والنوازل والشدائد لابد أن نتفأل ونبشر ولاننفر فلقَدْ كانَ رسولُنا صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ الفأْلُ؛ لأنَّه حُسْنُ ظَنٍّ باللهِ سبحانه وتعالى، فيقول صلى الله عليه وسلمَ:”لا عَدْوَى ولا طِيَرَةَ، ويُعجِبُنِي الفأْلُ: الكَلِمَةُ الحسَنَةُ، الكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ”(البخاري ومسلم).، فبالأملِ يذوقُ الإنسانُ طَعْمَ السعادَةِ، وبالتفاؤُلِ يحِسُّ بِبَهْجَةِ الحياةِ..
وعلينا أخوة الإيمان والإسلام أن نحمد الله عز وجل علي كرمه وفضله ونشكره علي كل ماأنعم به علينا من نعم وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها وأن نحافظ علي أنفسنا ونقيها من شر هذا الوباء وأن نلتزم بالتباعد وعدم المخالطة والتقبيل والتسليم وأن ننظف أجسادنا وأيدينا وأفنيتنا وبيوتنا ومساجدنا..حتي يتم الله عزوجل علينا رفع هذا الوباء وكلنا أمل أنه إلي زوال وستعود الحياة إلي طبيعتها كما أرادها الله..
اللهم اصرف عنا الوباء والبلاء والداء والفحشاء والغلاء يارب العالمين
وقوموا إلي صلاتكم يرحمكم الله ..